عقدت النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة مؤتمرها الثالث يوم 01 يونيو 2013، بمركز الاستقبال و الندوات لوزارة التجهيز و النقل بحي الرياض بالرباط و ذلك تحت شعار: “استمرار في النضال و تطوير للبناء و تحرير للطاقات من أجل هندسة وطنية رائدة”
وبعد الجلسة الافتتاحية التي حضرتها فعاليات حكومية وسياسية ونقابية ومهنية وحقوقية وإعلامية، ناقش المؤتمرون والمؤتمرات التقريرين الأدبي والمالي بروح عالية من النقد الذاتي والمسؤولية وصادقوا عليهما. كما قدمت اللجنة الإدارية المنتهية ولايتها استقالتها وتم التوافق بالإجماع حول رئاسة المؤتمر ورؤساء ومقرري الورشات. وفي أعقاب ذلك انطلقت أعمال الورشات حيث تم تدارس مشاريع الأوراق المعروضة على المؤتمر. وقد تم عرض نتائج الورشات على الجلسة العامة التي تداولت بخصوصها.
لقد كان المؤتمر الثالث للنقابة الوطنية للمهندسين المغاربة ورشا هاما للنقاش الجاد بين المهندسين والمهندسات حول مستقبل عملهم النضالي وآفاق ممارسة المهنة الهندسية. وقد أسفرت هذه النقاشات الهامة عن القرارات والتوصيات التالية:
- بعد الوقوف على الوضعية المتردية للمهندس والمهنة الهندسية، واستحضارا للظرفية السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وانعكاساتها السلبية على عموم فئات الشعب المغربي، ومن ضمنهم المهندسون، فإن نقابتنا تضع نصب أعينها ضرورة التعبئة والاستعداد الجيد للعمل على تحقيق كل النقاط الواردة في الملف المطلبي للنقابة لتحسين الأوضاع الإدارية والمهنية والمالية للمهندسين، ومطالبة الحكومة بفتح حوار جاد ومسؤول مع النقابة في أقرب الآجال،
- ضرورة إقرار مستعجلة من أجل صيانة المهنة الهندسية، والانكباب الفوري على تنظيمها وتوضيح معالم مزاولتها،
- مطالبة الحكومة بالعمل على دعم وتشجيع المهندسين الشباب والتعجيل بتشغيل المعطلين منهم، وتوفير المناخ المناسب للحد من هجرة الكفاءات الهندسية الوطنية،
- ضرورة التعجيل بإصلاح منظومة التكوين الهندسي الوطني، عبر رسم استراتيجية تشاركية واضحة وعقلانية، وتقييم مبادرة تكوين 10.000 مهندس سنويا، وتوفير كل مقومات الجودة والاحترافية مع إلزامية التكوين المستمر للمهندسين،
- المطالبة بإنصاف المرأة المهندسة و رفع كافة أشكال التمييز والحيف التي تتعرض لها،
- إصلاح منظومة التقاعد والنهوض بالعمل الاجتماعي في صفوف المهندسين،
- التمسك بحق الكفاءات الهندسية الوطنية في رسم التوجهات التقنية والهندسية الكبرى، ووضع حدّ لسياسة الإقصاء والتهميش التي تطال الكفاءات الوطنية مع التأكيد على دعم المهندسين في القطاع الخاص وتحفيزهم في سياق منافسة شريفة خالية من الاحتكار و الزبونية والمحاباة،
- دعوة المهندسين للمزيد من الاهتمام بالشأن العام الوطني قصد المساهمة في بناء دولة الحق والقانون المنشودة،
- ضرورة التعامل بجدية وصرامة مع ملفات الفساد ونهب المال العام وتوفير الحماية القانونية والإدارية والاجتماعية للمبلغين عن الفساد عامة ومن المهندسين على وجه الخصوص، وربط المسؤولية بالمحاسبة ومحاربة اقتصاد الريع وثقافة الامتيازات وتفعيل الحكامة الجيدة،
- مساندة كل الحركات الاحتجاجية السلمية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والاستبداد،
- التنديد بالتراجع الكبير لهامش الحريات والمتمثل في التضييق على حرية الرأي وقمع الاحتجاجات ومحاولة مصادرة الحق في الإضراب وممارسة العمل النقابي،
- إدانة الإجراءات التعسفية في حق المهندسين المبلغين عن الفساد والتضييق على حرياتهم النقابية،
- المطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم معتقلي الاحتجاجات الاجتماعية،
- تثمين ثورات شعوب المنطقة العربية وما حققته من زحزحة الدكتاتوريات وكل مظاهر الفساد والاستبداد التي سادت في بلدان المنطقة، مع أمل تحقيق مطامح الشعوب في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية،
- إدانة التقتيل والاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها الشعب السوري و التنديد بالتدخلات الأجنبية، ودعم نضالاته من أجل تحقيق مطالبه المشروعة،
- التأكيد على مواصلة المساندة المطلقة للشعب الفلسطيني من أجل تحرير كافة الأراضي المحتلة وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإدانة الاعتداءات الوحشية المتواصلة للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، واستمرار الحصار وسياسة الاستيطان، والمطالبة بعودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى،
- القلق البالغ من تبعات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية العميقة، ومخاطر العولمة الرأسمالية وانعكاساتها السلبية،
- التشبث بالوحدة الترابية للوطن، والمطالبة باستكمالها عبر استرجاع المدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة و مليلية والجزر الشمالية، والعمل على الرفع من مستوى التعاون والاندماج بين دول وشعوب الجوار بشكل عام والشعوب المغاربية بشكل خاص،
- تقوية آليات التعاون والتنسيق مع المنظمات الممثلة للمهندسين محليا وعربيا وإقليميا ودوليا، وذلك قصد تحقيق أهداف النقابة وإشعاع دورها.
وقد تم انتخاب لجنة إدارية جديدة في التزام كامل بالمبادئ الديمقراطية كما تم التنصيص عليها في القانون الأساسي للنقابة.
إن المؤتمر الوطني الثالث للنقابة الوطنية للمهندسين المغاربة، الذي توجت أشغاله بالنجاح، يسجل بارتياح روح الديمقراطية والصراحة والنقد البناء التي طبعت مختلف محطاته وأهمية القرارات الصادرة عنه، ويدعو جميع المهندسات والمهندسين إلى الاستمرار في التعبئة والالتفاف حول نقابتهم وتوحيد الصفوف لمواصلة النضال من أجل تحقيق أهدافها والرفع من شأن الهندسة الوطنية وإرساء دولة الحق والقانون.
عنرئاسة المؤتمر الوطني االثالث
الرباط، بتاريخ 01 يونيو 2013